السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما نتحدث عن العلوم و الفكر و الثقافة, فإننا نتحدث عن جسد و روح تماما كما الإنسان, جسد تمثله الحروف و الرموز, و روح تتضمن المعنى و الفكرة و الرسالة, لا يمكن لجسد و لحروف متناثرة و إن كانت موزونة أو مقفاة أن تكون فكرة أو جزء من رسالة إلا بوجود روح شفافة خلف سطورها, و عقلية مفكر يحتل توقعيه - مرئي كان أو مخفي - آخر سطورها.
هناك أمور عديدة لا يكفي تقليد خارجها لصناعه أمثالها, و من تلك.. المجالات المعنوية أو الفكرية أو التخصصية.
قد يتمكن البعض من التقليد بالسرقة, و لكن السرقات إن لم تكن ذكية ستكتشف, هناك صائدو أفكار و قناصين ماهرين لأصول الفصول,إنهم يستخرجون اللب و يضعون عليه قشورهم كلا بطريقته ,. يعتقدون أن ذلك أسهل الطرق للوصول للقمم, و هم لا يدركون أنها طريقهم الوحيد إليها, لأن أمثالهم ليس لها في ساحات الفكر و الثقافة مكان أو مقام بسلوك الطرق القويمة.
مثل هولاء لا يمكن الشهادة لهم بالمجد أو التميز, لأنهم هم أنفسهم و في داخلهم يعلمون حقيقتهم المزيفة, يعلمون أنهم مجرد خواء... صراخ في فضاء...رذاذ و هباء...
كيف يقدمون ما يثري و يفيد و هم يفتقدون الأخلاقيات, التي يبني عليها بنيانهم.
فـ "فـــاقد الشــيء ..لا يعطيـــه."
كما أن ..للإبداع وجوه وضاءه منيرة..لن تختفي خلف دخان, وللدفق الفكري السليم ثقل , و صوت مدوي, يسمعه كل من تصل إليه نغماته و ألحانه.
كذلك المبدعين, لأقلامهم منابر من نور, و لأسمائهم محاريب لا يمكن العبث فيها أو بها أو معها.
ماذا عن المدعين؟
إنهم طبول و مزامير, رقصات ماجنة تخنق الفكرات و تمحي من لب الموضوع العبرات؟
هم وحوش بشعة, هم أصوات نشاز, و بقايا دخان.. لكن دون حريق
قد يكون منهم من تضخم... أصبح تنين, ينفث نارا و دخانا يخفي خلفها بشاعة وجهه و سوء فعله, لكن التنين لا يعيش دون غذاء.... هناك من يقدم له غذائه ,المسموم بالأكاذيب و الملوث بالمهازل , و معه عصائر كلام مشكله, وضعت في كأس واحد, ليرتشف منها حبر قلمه نكهات نابعة من أصولها, و يصبها في صفحات ورق... إبداعا لا مثيل له, مع حفلة تصفيق جماهيرية من الدخلاء و المغفلين و بعض الدواهي و أصحاب الحاجات.و المرجفين.
حتى الضفادع أعجبها الحال و استأسدت... فهو عالم مليء بالمرايا.. أبحث عن وجه يعجبك... و تقمص ملامحه,, و تبخطر غرورا بصنعته... و أزعم بكذب , مع نظرات مرموقة خبيثة أنك من خلقه و أوجده.
هكذا يولد المبدعون... أو أشباه المبدعين؟؟؟؟ بل.. المدعون
ترى.... هل ستكون لأحد الجرأة يوما... أن يصرخ في وجه التنين.. و يقولها علنا.. أنت لا شيء... أنت ضباب.. مقامك.. لا يعلو عن التراب؟؟
المجهول لا يمكن اكتشافه.. و الزيف و الخداع لا يمكن رؤية ما الذي يجول خلف قناعه.. إلا
بالشجاعة... إنها شجاعة عقل قبل قلب...
فالتنين و هذه الوحوش المخيفة... مجرد صور... ظل... أصرخ في وجهها... واجهها بالحقائق... اسحقها بالوقائع... و ستجد أنها تصغر... تتضائل....
و لن ينفث التنين نارا..... لأنه و بكل بساطة...مجرد سراب....
عد.. و استخدم بوصلة عقلك للتمييز... بين الأصل و التقليد...بين الحقيقة و الصورة...
و تأكد أن الدفق الفكري مازال ينبع من موارده الأصيلة... التي لن تجف أو تذبل ما عاش القلم و أنارت الشموع...
لتكن شمعة..لتضيء للآخرين... و" لا يشترط أن تحترق".... و لا تكن دخانا.. تخفي خلفك بقايا ملامح حقيقة....
أنت مخير ما بين الشمعة و الدخان... و أن تذوب و تبقى راسخا بالأرض...خيرا لك من أن تعلو دخانا في السماء....سرعان ما يتناثر و يتلاشى... و يختفي....
دوما... أترك لك أثر... !! كي تذكر..
أخيرا ... تأكد أن الأقلام الحقيقية و العقول المدججة بالعلم و الثقافة تبقى... و تسطع كالماسة لامعة..... و أن المتظاهرين مجرد فحم..يشتعل قليلا و لا يلبث أن ينطفئ و يصبح رمادا تذروه الرياح
و ما بين ذلك و ذاك... عليك أن تختار بين.. الشمعة ...أو الدخان
نقطة.. في آخر السطر..
إذا تعملق القزم.... حتما سـ ينام بـ "العرض" ..!!!
اعتذار:
القسوة قد تفيد ,,
حـتــمــاً .. ســأبــتــســـم
رسـِـَ؛ٌــَوٍل الغـَـ؛ٌــرٍآم !!