
اللّهمّ لكَ الحَمد حمدًا كثيرًا طيبًّا مُباركًا فيه،
ملء السّموات والأرضِ،
ومِلء ما بينهُما، ومِلء ما شئت من شيءٍ بعدُ.
،’
دُموع القَوافي في عُيون المراثي

،’

،’
* مصطفى قاسم عبّاس.
**
كلُّ واحدٍ منّا في هذه الحياة الدنيا قد تجرّع كأس الفراق،
وذاق علقم الفقد، ولوعة الوداع، وسكب دموعَ القلوب قبل العيون.
والإنسان عندما يودِّع مسافراً؛
فإنه يعيش على أمل اللقاء به ولو بعد حين.
**
وأمّا عندما يودّع إنساناً تحت أطباق الثرى،
فإنه لا أمل له في لقائه بهذه الدنيا، وتراه يكرِّرُ مع الشاعر قولَه:
وما الدَّهرُ إلا جامعٌ ومفرِّقٌ وما الناسُ إلا راحلٌ ومودَّعُ
فإنْ نحنُ عِشنا يجمع اللهُ شملنا وإن نحن مِتنا فالقيامةُ تجمعُ
فإنْ نحنُ عِشنا يجمع اللهُ شملنا وإن نحن مِتنا فالقيامةُ تجمعُ

نعم كأسُ الفراق مرٌّ، ولكنْ هذه هي الدنيا،
مهما عمَّر الإنسان فيها فمصيره إلى التراب،
ومفارقةِ الأهل والأصحاب والأحباب.
**
ساعة الفراق، كلٌّ يعبر عمّا يجيش في نفسه بطريقته،
فهذا بالنحيب، وذاك بالبكاء والدموع،
والآخر بالصبر والسُّلوان.
**
أما الشعراء فتتحول دموعهم إلى مراثيَ حزينةٍ، حروفُها الأحزانُ،
وسِفرها قلبٌ مُضنى، وقافيتها اللوعة والأسى،
وبحرُها من فيضانات العبرات.

وأجملُ ما في الشعر في تلك اللحظة؛
رقتُه وعذوبتُه، وصدقه وعاطفته.
**
وفي هذه العجالة سنمخر مع الشعراء بحورَ أحزانهم،
متأملين في بعض المراثي الباقيةِ ما دامت هناك مآقٍ تسكب دموعها،
وسنرى أن بعض الشعراء رثى نبياً أو أماً أو أباً،
أو أخاً أو ولداً أو زوجةً أو صديقاً وفياً، أو ملكاً محبباً إلى القلوب.
....................
~ يُتبعُ بحَوله تعالى.

~ يُتبعُ بحَوله تعالى.
~ اللّهمّ - بمنّك - ارحَم موتانا ومَوتى المُسلمينَ؛ آمينَ.
